الساحة السياسية الكوردية و تداعيات أحداث الأشرفية

دلشاد عثمان

التزم الكورد السوريون على مدى عام و نصف من الثورة السورية , بسلمية مطلقة و نشاط سياسي على الصعيدين الكوردي و السوري العام , وجده البعض وفاء لمنطلقات الثورة

(AP Photo/Bilal Hussein)

السلمية منذ البداية , كما وجده البعض الأخر خيانة للشعب السوري الذي اجبرته الظروف على حمل السلاح لمواجهة نظام الاسد في ظل رفض الكورد لحمل السلاح.

تعقيدات الساحة السياسية الكوردية ليست وليدة اليوم , فعدد التنظيمات السياسية الكوردية اليوم يفوق السبعة عشر , اكبرها حزب الوحدة الديمقراطي (PYD) و هي الجناح الكوردي الوحيد الذي يمتلك سلاح تحت مسمى ” لجان الحماية الشعبية”, و بالرغم من كثرة التعقيدات وجدت هذه التنظيمات طريقها لتأسيس جسد سياسي موحد و الذي كان نتاج خلاف و اتهامات عديدة تبادلتها التنظيمات السياسية فيما بينها و توتر الوضع إلى ان تدخل رئيس اقليم كوردستان العراق مسعود البرزاني و رعى تأسيس ما يسمى ” الهيئة الكوردية العليا” (1) و الذي يضم:

1-      مجلس الشعب لغربي كوردستان :

و هو تيار سياسي يضم في صفوفه مجموعة من المنظمات السياسية و الاجتماعية اهمها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD.

حزب الاتحاد الديمقراطي : يتمثل شعاره بدائرة حولها سنبلتين و اسم الحزب بالإضافة لنجمة حمراء , و يرفع العلم الخاص بالحزب و هو عبارة عن 3 مستطيلات بالترتيب من الاعلى الى الاسفل ,  الاصفر – الاخضر-  الاحمر  , و يعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي كتيار سياسي احد عناصر هيئة التنسيق الوطنية.

يمتلك الحزب مجموعة من المطالب , بالإضافة للإدارة الذاتية الديمقراطية و التي تعتبر احدى الافكار التي تكلم عنها عبد الله اوجلان في احدى مرافعاته المدونة باسم مانفيستو المجتمع الديمقراطي, عبد الله اوجلان الذي كان مقيماً في سوريا و اضطر لمغادرتها في العام 1998 ليتم اعتقاله من قبل السلطات التركية.

 قام الحزب بتأسيس المجالس الشعبية المحلية في كافة المناطق الكوردية , بالإضافة لكونه قام بتأسيس وحدات حماية الشعب “YPG” و هي عبارة عن تنظيم مسلح , يوضح التنظيم ان وجوده هو بسبب:

“نقوم نحن وحدات حماية الشعب بالسهر على حماية مكتسبات ثورة الحرية والديمقراطية، وعاهدنا شعبنا بالمضي بإصرار في المهام التي أوكلها إلينا شعبنا الأبي”.

قام التنظيم مؤخراً بالسيطرة على بعض المناطق و خصوصاً مديني ديريك , و رفع الاعلام الخاصة بالتنظيم , و قد رأينا تلك الصور التي ظهرت على تقرير قناة الجزيرة , حصلت مواجهات بينه و بين عناصر النظام في مدينة ديريك أدت الى مقتل احد عناصر وحدات حماية الشعب ” باور ديركي ”  (2).

و رداً على مقتل ثلاثة مواطنين كورد في مدينة عفرين قامت وحدات حماية الشعب بتاريخ 22 تموز (يوليو) 2012‎ بالهجوم على الحاجز الأمني في السكن الشبابي بين الشيخ مقصود و الاشرفية و قتل 6 عناصر تابعة للنظام (3).

يتهمه بعض الكورد بممارسة سياسات ” تشبيحية ” تجاه الناشطين في المناطق الكوردية , كما سُجلت عدة حالات اعتقال قام بها عناصر الوحدات , مما تسببت باستياء عام على الصعيد الكوردي.

2-      المجلس الوطني الكوردي:

سياسياً , تم تأسيس المجلس الوطني الكوردي عقب تأسيس المجلس الوطني السوري , على أمل ان يمثل المجلس الوطني الكوردي تطلعات الكورد سياسياً على الساحة السورية متمثلين بجسد سياسي , ضم في صفوفه تنظيمات عديدة كانت منضوية تحت ما يسمى “الجبهة الديمقراطية الكوردية”  و التي كانت تضم أحد عشر حزباً يزيد عمر بعض تلك الاحزاب عن الخمسون عاماً بالإضافة لبعض التنسيقيات الشبابية التي تشكلت بعد الثورة السورية.

يرفع العلم القومي للكورد المقرر من العام 1946(الابيض – الاحمر – الاخضر و رمز الشمس بداخله)  و يرفع علم الاستقلال السوري (النجوم الثلاث)

كان المجلس الوطني الكوردي يدعو الى منطقة إدارة ذاتية سياسية مستقلة إلا انه تراجع عنها منذ فترة, من اهداف المجلس الوطني الكوردي العمل على إسقاط النظام في سوريا , و يطالب بـ بالاعتراف الدستوري بالهوية القومية الكردية ، واعتبار القضية الكردية جزءاً من القضية الوطنية العامة في سوريا ,و يدعو إلى حلها على أساس رفع الظلم وتعويض المتضررين والإقرار بالحقوق القومية للشعب الكردي ضمن إطار وحدة سوريا أرضاً وشعباً, كما ان المجلس لا يمتلك اي تنظيم عسكري.

الهيكلية(4)

تتكون الجمعية العمومية من 26 عضواً، خمسة عشر منهم من قادة الأحزاب الأعضاء في المجلس وأحد عشر من المستقلين. يرأس بشار، الذي كان يشغل منصب الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي)، الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني الكردي. وتتولّى اللجان المختلفة مسألة التحاور مع حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي. وهناك أيضاً لجان تتعامل مع قضايا التعليم والثقافة والشؤون الخارجية.

اعتباراً من أيار/مايو 2012، أصبح المجلس الوطني الكردي يضم ستة عشر حزباً كردياً على النحو التالي:

  • الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) بقيادة الدكتور عبد الحكيم بشار
  • الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) بقيادة نصر الدين إبراهيم
  • الحزب الديمقراطي الوطني الكردي في سوريا بقيادة طاهر سفوك
  • حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا بقيادة عزيز داوود
  • الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا بقيادة حميد درويش
  • حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) بقيادة شيخ علي
  • حزب يكيتي الكردي في سوريا بقيادة اسماعيل حمو
  • حزب آزادي الكردي في سوريا بقيادة مصطفى أوسو
  • حزب آزادي الكردي في سوريا بقيادة مصطفى جمعة
  • الحزب الديمقراطي الكردي السوري بزعامة شيخ جمال
  • الحزب اليساري الكردي في سوريا بقيادة محمد موسى
  • يكيتي الكردستاني بزعامة عبد الباسط حمو
  • الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا بقيادة عبد الرحمن آلوجي
  • حركة الاصلاح بقيادة يوسف فيصل
  • حزب الوفاق الديمقراطي الكردي بزعامة نشأت محمد
  • الحزب اليساري الكردي في سوريا بقيادة صالح كدو

– ” انا النقيب المهندس بيوار مصطفى من احرار مدينة عفرين , اعلن عن تشكيل لواء صلاح الدين الايوبي التابع للجيش السوري الحر و الذي تتبع له كافة الكتائب الكوردية “

اعلنها النقيب بيوار كتيبة بصبغة كوردية تابعة للجيش السوري الحر و بهذا كسر العزوف الكوردي السوري عن السلاح في المواجهات التي تحصل في سوريا (5)

و مع صيحات التكبير التي صدح به بيوار ومن خلفه المقاتلين الكورد , عززت قوات حماية الشعب اماكن تمركزها بداخل المناطق الكوردية متوقعة قيام لواء صلاح الدين بالدخول و التمركز في تلك المناطق.

يُحمل نائب قائد الجيش السوري الحر مالك الكردي مسؤولية ماحصل بسبب التجاذبات السياسية في العائلة الحزبية الكوردية, و بالذات “جهات سياسية وعسكرية لاسيما كتيبة صلاح الدين الأيوبي التي  روجت بين عناصر” الحر”  على ضرورة انهاء سيطرة عناصر حزب العمال الكردستاني على الحي” موجهاً اصابع الاتهام الى الجسد الكوردي نفسه. (6)

لا اعلم هل هي فتنة جديدة تحاول شق الصف الكوردي , بتعليقه على الموضوع قال احد الاصدقاء ” اذاً في النهاية الكورد اطلقوا النار الى الكورد” متناسياً انضمام لواء صلاح الدين الى لواء التوحيد مؤخراً (7)

لا احد يستطيع انكار الدعم اللوجستي التي تقدمه تركيا للجيش السوري الحر , ايضاً لا احد يستطيع إنكار تدخل تركيا في الشأن السياسي السوري ” المعارض ” و مانتج عنه من تحييد للتنظيمات الكوردية من على الساحة الـ ” الإسطنبولية ” .

نخشى ما نخشاه من ان يصاب الجسد العسكري السوري ” المعارض ” بنفس الداء الذي اصاب الساسة , تركيا لن تقدم الدعم بدون مقابل و يبدو ان الدعم التركي اللوجستي يكفي لان يغطي الحرب مع النظام و ايضاً تنفيذ بعض الاجندات الاخرى و بأيدي كوردية .

معتوه من يعتقد ان تركيا ستكون جزء من تسهيل إدخال سلاح لتضعه في يد كوردي من اجل تحرير سوريا! ما اشبه هذا السلاح بسلاح حزب الله “السوري” الذي يشهره الاسد بوجه الشعب اللبناني حيثما شاء.

الشعار الذي اطلقه احد المتظاهرين تحت وابل الرصاص القادم من صوب لواء صلاح الدين ” واحد واحد واحد الشعب الكوردي واحد” يرسل برسالة واضحة للساسة الكورد بضرورة التحرك من أجل ايقاف الكارثة التي قد تحصل على صعيد البيت الكوردي.

مازال الكورد السوريون يعانون من فقدان الثقة تجاه بقية الاطراف السياسية السورية , و هذا كان الدافع الأول لانعكاف الكورد سياسياً على بعضهم البعض مؤخراً , لم تعد القضية خوفاً من حرب اهلية  كوردية عربية عمل النظام السوري على التحشيد لها على مدى عقود بل الخوف من النزاع الكوردي الكوردي الذي مر به الاخوة في كوردستان العراق تحت ما يسمى حرب الأخوة و التي دفع الكورد ثمنها تقسيم الحكومة آنذاك و إنكسار اقتصادي و عسكري انتهى بدخول دبابات صدام حسين الي مدينة اربيل في العام 1996 و بمباركة كوردية, فهل حان الوقت لاختبار الثبات و الوعي الكوردي؟

Share Button

One thought on “الساحة السياسية الكوردية و تداعيات أحداث الأشرفية

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.